من يصدر الفتوي الدينية ؟
إن تعاليم وقواعد ومرجعية ومصادر الدين والعقيدة الإسلامية موحدة ومنزلة من قبل الله عز وجل وعن طريق الوحي وبتبليغ من سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بينما المسلمون مختلفون في أجناسهم وأعراقهم وألسنتهم ولغاتهم وعاداتهم وأوطانهم ومواطنهم , كما أن تعدد وإختلاف وتعارض وتصادم مرجعيات ومصادر الفتوي الدينية هو أخطر مظاهر وملامح التشيع والتحزب والتعصب والتطرف في العقائد والأديان وفي مقدمتها الدين الإسلامي , كما أنها أحد آليات ودوافع ومسببات تقسيم وتفتت وحدة المجتمعات والشعوب والأمم الإسلامية , كما أنها بادئة لإنتشار مظاهر الصراعات المذهبية والطائفية في الإسلام , كما أنها أخطر مظاهر إنتشار ثقافة الدوغمائية بين المتشددين في الدين والعقيدة بجهالة وغير علم , علماً بأن تعاليم ومبادئ وقيم وقواعد وأسس الإسلام التي بني عليها قد وسعت كل الأديان السماوية والثقافات والأفكار والمفاهيم والقيم واللغات والأعراق والأجناس والشعوب والأوطان المختلفة بينما إختلفت وتعارضت وضاقت وتصادمت مصادر الفتوي في كل بلد وقطر إسلامي بإختلاف العرق واللغة والموروث الثقافي , لذا فإن الفتوي في الدين يجب أن لا تسيس أو توظف لخدمة مصالح وسلطة الحكام والملوك والأمراء كما هو الحال في السعودية وسائر دول الخليج وغيرهم كما يجب أن لا توجه وتوظف الفتوي الدينية وفقاً لأغراض سياسية وحزبية أو فقاً لبريق الإعلام والشهرة وغيرها , كما يجب أن توحد مرجعية الفتوي الدينية في الإسلام على مستوي العالم الإسلامي وكذا على مستوي كل قطر إسلامي على أن تكون إصدارات الفتاوي الدينية والشرعية في الإسلام من قبل مجمع علماء وفقهاء العالم الإسلامي وكذا من قبل لجنة ومؤسسة فقهية ودينية وعلمية عليا لكل قطر إسلامي وهذا المجمع وهذه اللجنة مكونة من كبار رجال الدين والعلم والفقه في كل دولة وفي العالم الإسلامي على أن يكو من بيده تنفيذ الفتاوي والأحكام الدينية والشرعية في الإسلام هى مؤسسات الحكم في كل دولة وليس من قبل الأفراد والمواطنين .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
قمرونة – منيا القمح - الشرقية
